هكذا عرفنا عوني كرومي
بمناسبة الذكرى العاشرة لوفاته
الدكتور نزار محمود
المعهد الثقافي العربي
ليس الهدف من مقالنا الخوض في التحليل التخصصي أو النقد الفني لأعمال الراحل
عوني كرومي. فعشرات المختصين من مسرحين ونقاد تزاحموا لتناول أعمال فقيدنا كرومي رؤية وتميزاً وإبداعاً ودوراً إنسانياً خالداً في ذكرى محبيه ومنصفيه.
نود أن نتكلم عن عوني الإنسان، فقد عرفناه شجاعاً بأدب، وثائراً بصمت، ومتمرداً بهدف، مثابراً بعناد ومجتهداً بلا كلل…
لم تغره الحياة في مادياتها وبهرجتها… فقد عاش ناذراً حياته لمثل آمن بها وسعى من أجل تحقيقها… عاش إنساناً وسافر ليلاً بهدوء ودون ضجيج…
كم سامح الناس في هفواتهم وخاطيء أحكامهم في حقه، وكم رأينا وألفنا ابتسامته الجميلة التي غطت محياه الذي زينه شاربه المتحدي بكبرياء ورجولة مترفعة على نوازع الهيمنة والتسلط والقهر…
عاش عوني كرومي في ضميره وإبداعه حياة البسطاء المستضعفين وأبى إلا أن يكون لهم صرخة احتجاج وراية تحدي…
لم يكن الوطن في عقله ووجدانه سوى ما خلفه الطيبون من الناس من ثقافة وحضارة وإرث للإنسانية، حيث رأيناه ينبش في الماضي في ما عرضته بعض أعماله من كنوز تلك الثقافة والحضارة لبلاد الرافدين.
طوبى لمسعاك وأنت تشمر عن ساعديك وتقف مع معهدنا داعماً ومشجعاً في تنظيمه لأول أسبوع ثقافي عربي في برلين وهو يحمل شعار “نهضة” لينفض تراب التقاعس عن واجب التعريف بثقافتنا العربية التي تحمل إبداعنا المتفاعل مع ثقافات وحضارات الآخرين من بني البشر. لا زلنا نذكر حرصك وجهدك وسهر الليالي التي قضيتها وأنت تدرب ممثلي مسرحيتك “مسافر الليل” وتعالج مزاجية إحداهن صبراً وروية وتوجيهاً…
ولم تبخل علينا يا عوني حتى بحياتك فهويت شامخاً كنخل العراق ونحن نهم صعود الدرج إلى قاعة عرضك المسرحي الأخير الذي طالبنا الجمهور بإعادة عرضه…
لقد غبت عنا، يا أبا حيدر، جسداً لكنك ستبقى حاضراً بيننا روحاً وطيباً وأبداعاً وإرثاً لا ينسى…
يبقى ان نشير، كما جاء في الموسوعة الحرة ويكيبيديا، إلى ان عوني أفرام كرومي (1945 – 2006) مسرحي أكاديمي من العراق، مواليد الموصل. خريج معهد الفنون الجميلة قسم تمثيل وإخراج – بغداد عام 1965. تخرج من أكاديمية الفنون الجميلة – بغداد عام1969. ماجستير علوم مسرح من معهد العلوم المسرحية جامعة همبولدت- برلين- المانيا عام 1972. دكتوراه علوم مسرحية من معهد العلوم المسرحية جامعة همبولدت –برلين – ألمانيا عام1976. درّس في عدد من الجامعات العراقية والعربية والألمانية بين الأعوام 1997-1977. شارك في العديد من المؤتمرات والمهرجانات والحلقات الدراسية العربية والعالمية بين الأعوام 1972 و2002.
أخرج أكثر من سبعين عملاً مسرحياً منها: فطور الساعة الثامنة، في منطقة الخطر، كاليكولا، غاليلو غاليليه، كريولان، مأساة تموز، القائل نعم القائل لا، تداخلات الفرح والحزن، فوق رصيف الرفض، الغائب، حكاية لأطفالنا الأعزاء، كشخة ونفخة، الإنسان الطيب، صراخ الصمت الأخرس، ترنيمة الكرسي الهزاز، بير وشناشيل، المحفظة، المسيح يصلب من جديد، الصمت والذئاب، عند الصلب، في المحطة، الشريط الأخير، المساء الأخير، الطائر الأزرق ،أنتيجونا، فاطمة، السيد والعبد.
نال العديد من الجوائز العالمية في مهرجانات بغداد، القاهرة،قرطاج، برلين. كما حصل على لقب (وسيط الثقافات) من مركز برشت في برلين. توفي في مدينة برلين بألمانيا يوم 28 مايو 2006.
برلين، 04/07/2016
أحدث التعليقات